نوبة عطش والارتواء من النص

بقلم الشاعر : محمد حسنى إبراهيم

فى كتابة الاول نوبة عطش ياخذنا الشاعر المتميز عبد اللطيف مبارك الى حدود عالمه الشعرى الذى يحاول ان يبنيه لنفسه ويصدر قصائده بقصيدة لشاعر امريكى معاصر اسمه بيلى كولينز والذى يأتى فيها او تدور القصيدة حول كيف للقصيدة ان تكون عالم خاص له حدود كما قلنا وقد وضح بنه يبنى عالم خاص به من خلال المقدمة تلك بعدها ياخذنا تباعا فى قصائده يبدأ فى القصائد بقصيدته نوبة عطش الذى اتخذها عنوان لديوانه ليطوف بنا ونحس معه العطش كافعل او احساس فهو يقول
(الريق وجف وسلمت روحى لسوابقها القديمة )
هنا ينقلنا الى عالم العطش الروحى والنفسى والمادى ايضا المادة من خلال الريق والروحى من خلال عودة الروح لسابق عصرها والنفسى هو اتفاق الشكل المادى مع المفردة هنا ليكمل بنا حالة العطش والاحتياج الى الارتواء (صبحت ملقى كما الرميمه صفيت عرقنبشت الحس ف التراب ان كان عذاب ربى العظيم ماتبدلوش لجلن يغيب يوم الحساب )
تصور هذا العالم الشعرى المختلف الذى يبدأ ويؤسس له الشاعر بشكل شديد الاحكام فهو ينادى على نقطة ماء واحدة لترويه داخل عالم كله صحراء ويبحث ويلحس فى التراب ليعود بنا بسرعه الى تراثة ووحدته واحتياجة الى الله فى نداء شديد العذوبيه رغم وقع صداه المؤلم ان كان عذاب ربى العظيم متبدلوش ليؤكد على خشوعه الى الله وايضا الى كسب العالم الاخر بعد ان جرب طعم العطش فى الحياة ويستمر الشاعر فى سرد تفاصيل عالمه شديد الآه بتطلع من حشايا وتنجلى هنا يؤكد على ان الآه تتجلى عليه وتنتصر ايضا الصرخة عليه والصرخة جوه ضل الصوت سكوت ليعود الى نفسه على مايتمناه وهى الجنة لكنها جنه مختلفة يحسها الشاعر ويمكن لنا معرفة ذلك من معرفة نقيض الجنة وهى النار حينما يقول النار بتحرق فى البيوت لحم الفقير هنا مقاييس مختلفة للنار وللجنه ايضا هى نار لاترحم وجنة لم يعطى القطع بانها النعيم وهذا ليضع القارىء فى الصراع بين الضدين ويخلق بينهم دراما او مسافات اشتياق وترقب ويمر بنا الشاعر فى كل عالمه الشعرى لنمر معه على قصائد الديوان لنجد ان عالم عبد اللطيف مبارك كله عطش حتى من عناوين القصائد تجد بالترتيب
نوبة عطش /تعريشه فوق ضهر الغيطان/ برواز لصورة مؤلمه/ عدودة للفجر اللى جاى/ الطفل الساكن جوايا/ شايب بنت ولد/ شخابيط/ كلمة/وطن للروح/ استنظر فى الموجة الخير/ حظر/ مولد وفض/ ياموت من فضلك ايه/ اخر دمعه لبهية/ حلم تانى/ غناوى الصدق/ النمط اليومى/ وطن تالت/ مصرى/ صدقنى بدون م احلفلك/ صبارة فوق جبل السكات/ اعلن براءتك/ قصائد قصيرة

هذا كل عالم عبد اللطيف مبارك وهذة قصائد الديوان تتمواج بينها الصور الشعريه المتميزة الطازجة لتبرهن على شاعرية الشاعر وموهبته ولتدخل بنا عالم خاص يمتاز بالدراما العاليه داخل القصائد ليتشكل الملمح العام لكل قصائد الديوان وهو الاحتياج الى الارتواء والاحساس بالعطش
هذه ليست قراءة مفصله لكنها على عجل فى دوان نوبة عطش او يمكن مجازا ان نسميها تقديم ان سمح لى الشاعر وله منى الف تحية وامنيات بدوام التوفيق